رأي حر/ تحسين الزركاني

Journalist Tahseen Al-Zergani

رأي حر .. تحسين الزركاني

تبنت الحكومات العربية ورجالات دينها بتنوع مذاهبهم المختلفة والمتخلفة، اصدار قرارات وفتاوى خاصة في شهر رمضان، توحي الى المتلقي بأننا نعيش في ظل الدولة الفاضلة، التي تحقق فيها كل شيء ولم يبق للناس الا الاهتمام بشؤون دينهم، فقد وفرت تلك الحكومات وتجار دينها كرامة العيش والأمن والطمأنينة لشعوبها، وصار لزاما على المواطنين الالتزام بتلك الإصدارات المدافعة عن حق الرب الذي يصورونه ضعيفا وبحاجة الى فاسدين يدافعون عن حقه في عباده.

والامر الذي صار شائعا يقلده بعضهم من بعض كما تقلد القرود والببغاوات فتاوى تحريم الإفطار، ووجوب الصيام، الذي انزل عنه الله اعذارا لعباده المكلفين، وأجاز لهم الإفطار حتى ينقضي ما يمنعهم منه في المرض او السفر او الاعراض الدنيوية الأخرى، ليتسابق رجال الشرطة والامن الى تنفيذ تلك القرارات والفتاوى التي لا تختلف عن فتاوى نكاح الجهاد والمتعة،  متناسين فسادهم وتغاضيهم عن الكثير من واجباتهم، او ان بعض من يستقتل الى تنفيذ الامر مفطر من أصله، يمسك سيجارته ويسأل المخالف لما انت فاطر وغير ملتزم بحرمة الشهر؟، اما واضعو القرار الذي يبتغون مرضاة ربهم كما يزعمون أمام العامة، ما ان خلو الى شيطانهم قالو انما نحن مستهزئون، اذ يتناسون فسادهم ونهبهم وسرقاتهم لحق الشعب واسترخاص حياته،  فأي امة صرنا نحن، ندعو للمنكر على انه معروفا ونترك المعروف على أنه منكرا.

كم جميل ان يكون التكليف رغبة الانسان في أداء ما عليه للتقرب من ربه، لا ان يوجهه اليه ساسة فاسدون ورجال دين زائفون، يبتغون من اصداراتهم استعراض عضلاتهم على انهم الأقوى والأكثر تمسكا بالدفاع عن حق الرب ذلك المسكين الضعيف الذي يستصرخهم لحمايته من مخلوقاته أمام بعضهم، من يصدر أولا ومن يفتي قبل غيره، واي القرارات والفتاوى هي الأقوى في الحاق الضرر بالعامة والتجاوز على حرياتهم الخاصة، بغض النظر عن نتائجها، متناسين ان كل ممنوع مرغوب ولو سعوا سعيهم، فبئيس القادة ورجال الدين انتم، اقنعوا الناس بالحسنى لترغب اليكم بدل الفرض عليها لتنفر منكم ومن اساليبكم البغيضة، يا دعاة رب ضعيف ربي اقوى واقهر وأعلى من أن تستصغروه أيها المنافقون الفاسدون، لم ننتهي بعد … وللكلام بقية….

You are not authorized to see this part
Please, insert a valid App IDotherwise your plugin won't work.

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *