رأي حر
تحسين الزركاني
حل عيد الفطر على العراقيين، بين قلق من القادم المجهول، وحزن على أيام مضت شهدت كثير من الأحداث التي تجذر الألم في في النفوس، كان أهما سقوط الموصل بأيدي مسلحي تنظيم دول العراق والشام الإسلامية، والهزيمة التي لحقت بسمعة الجيش العراقي التي لم تسبق مثلها منذ تأريخ تأسيسه حتى العاشر من حزيران 2014، بسبب خيانة القادة العسكريين التي أعلن عنها الجميع وسرعان ما صمتوا دون تنويه أو ذكر لحقيقة ما جري ويجري حتى اليوم، وما لحق من تداعيات كان أولها تقسيم البلاد، وطرد العباد من أرض توارثوها بتاريخ وأمجاد، بحجة الدين والمذهب والقومية والانتماء، هجروا المسيح وطردوا التركمان والشبك والشيعة وعاقبوا السنة طلبا للولاء وإظهار الطاعة العمياء الى الغرباء.
حل العيد وطفل نازح يبات في موكب يصارع ذكريات الخوف والرعب وغربة الديار، بعد أن ترك ثياب مدرسته ولعبة كان بالأمس القريب يشاركها اخوته واصدقاء له وزملاء، فارقهم بلا ذنب لكن الساسة وعمائمهم والأوباش شاءوا، وطفلة لا تعرف في الدنيا سوى مدرسة في حيها تريد من أبيها العودة إلى صف به تجتمع وتلعب مع الخلان، وفي المسجد تجلس عجوز البيت باكية ودموع الغربة بحسرتها تحرق الوجنات، وفي باحة حسينية يصارع شيخ طاعن بالسن عبرته، ويواسي صبية أيتام، ما حل بك عيد يا وطني، ودموع الغربة تعمي عيون الابناء، لا فرح لنا بغير الارض والعرض ومسكننا ومسجد وكنيستنا وشاهد نبي صار على الارض ركاما.